0 / 0
21/ذو الحجة/1446 الموافق 17/يونيو/2025

كيف تصف النساء في المسجد المائل عن جهة الإمام؟

السؤال: 567458

مصلى النساء في مسجدنا ليس خلف الإمام بالضبط، وإنما في زاوية المسجد، فكيف يصف النساء: هل في منتصف المصلى، أم من جهة اليسار وهي الأقرب للإمام؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أولاً:

الأصل أن ما ورد في حق الرجال يكون كذلك في حق النساء؛ إلا ما استثناه الدليل.

والنساء في المصليات يبدأن بالصف الأول فالأول، وإنما يكون الفضيلة لآخر صفوف النساء، حال كنّ مع الرجال في مجمع واحد، وأما في حال انعزال مصلى النساء عن الرجال -كما هو غالب الحال الآن- فإنّ الفضيلة تكون للأول فالأول. وهذا هو الأظهر؛ لأن فضيلة التأخر للبعد عن صفوف الرجال.

قال النووي رحمه الله:

"قوله صلى الله عليه وسلم (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها): أما صفوف الرجال فهي على عمومها؛ فخيرها أولها أبدًا، وشرها آخرها أبدا.

أما صفوف النساء: فالمراد بالحديث صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال.

وأما إذا صلين متميزات، لا مع الرجال: فهن كالرجال؛ خير صفوفهن أولها، وشرها آخرها.

والمراد بشر الصفوف في الرجال والنساء: أقلها ثوابا وفضلا، وأبعدها من مطلوب الشرع. وخيرها بعكسه.

وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال، لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم، وسماع كلامهم" "شرح النووي على مسلم" (4/ 159).

وقال الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله:

"(خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها. وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها): هذا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام حيث لا حاجز بين النساء والرجال.

أما في وقتنا؛ فإن كثيراً من المساجد يكون للنساء مصلى خاص، أو حاجز بينهن وبين الرجال. فنقول: في هذه الحال يكون خير صفوف النساء أولها، كالرجال» انتهى من "تعليقات ابن عثيمين على الكافي لابن قدامة " (2/ 117 بترقيم الشاملة آليا).

ثانيًا:

إذا كان مصلى النساء خلف الرجال مباشرة، فالسنة في حقهن توسيط الإمام، وقد ثبت في السنة أن يوسط الإمام وسبق بيانه في الفتوى: (66017).

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

"توسيط الإمام هو السنة، وهو الأفضل؛ لأجل ألا يميل مع أحد الجانبين.

ولذلك إذا احتيج أن يصلي المأمومون إلى جانب الإمام، فالأفضل أن يكون بعضهم عن يمينه وبعضهم عن يساره" "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (13/ 46).

ثالثاً:

إذا كان مصلى النساء إلى جهة اليمين، أو إلى جهة اليسار، ولم يكن على سمت الإمام: فالذي يظهر أن الصف يبدأ من الجهة الأقرب للإمام؛ لأنّ القرب من الإمام مطلوب في صلاة الجماعة، وعليه الهدي القولي والعملي من السنة النبوية. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لِيَلِنِي مِنكُم أُولُو الأَحلَامِ وَالنُّهَى) رواه مسلم (432).

وقد سئل الشيخ العثيمين رحمه الله: وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

" أيهما أفضل الصلاة في الدور العلوي أم في الدور الأرضي من المسجد؟

فأجاب: الصلاة في الأسفل أفضل من الصلاة في الأعلى؛ لأنها أقرب إلى الإمام، والدنو من الإمام أفضل من البعد عنه..." انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (13/ 14).

وقال الشيخ ابن جبرين رحمه الله:

"القرب من الإمام أفضل من البعد، ولو كان على اليمين، فيفضل إذا كان على اليسار وبينه وبين الإمام عشرة مثلاً، على من كان في جهة اليمين، وبينه وبين الإمام عشرون أو ثلاثون رجلاً، وما ذاك إلا لمزية القرب وأهميته، فإن القرب من الإمام أيضاً له ميزة كما ذكرنا في قوله: (ليلني منكم أولو الأحلام والنهى) ، ثم هو دليل على التقدم، فالقرب من الإمام والسبق إلى الصف الأول له أهميته ومزيته" انتهى من "شرح عمدة الأحكام" لابن جبرين (12/ 4 بترقيم الشاملة).

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
كيف تصف النساء في المسجد المائل عن جهة الإمام؟ - الإسلام سؤال وجواب