روى مسلم (2708) أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من نزل منزلًا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامَّات من شر ما خلق؛ لم يضرَّه شيء حتى يرتحل من منزله ذلك).
ومعنى الاستعاذة بكلمات الله تعالى، هو: الاستعاذة بالله تعالى، فكلمات الله تعالى صفة من صفاته عز وجل، كما سبق شرح ذلك في جواب السؤال: (283343)، فليراجع للفائدة.
وأما قول السائل: (اللهم أسألك بكلماتك التامات أن تهبني كذا)، فهذا من التوسل بكلمات الله تعالى، التي هي من صفاته عز وجل، والتوسل إلى الله تعالى بصفاته مشروع، بل مطلوب، وهو سنة الأنبياء والصالحين.
ومعنى التوسل بشيء إلى الله تعالى: التوصُّل به إلى الله تعالى، واتخاذه سببًا للوصول إلى المطلوب من الله تعالى، فالباء في قوله: (أسألك بكلماتك)، هي باء السببية، والمعنى: اللهم إني أتخذ كلماتك التامات سببًا ووسيلة أن تهب لي كذا.
ويراجع للفائدة في معنى التوسل جواب السؤال: (546199).
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنَّ من السنة سؤال الله تعالى بأسمائه وصفاته وبكلماته التامات، فقال رحمه الله :
"السُّنَّة أن يَسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته، فيقول: "أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حيُّ يا قيُّوم" ...
وكذلك قوله: "اللهم إني أسألك ... وباسمك الأعظم، وجدك الأعلى، وبكلماتك التامات ..." انتهى مختصرا من "قاعدة جليلة" (ص369).
فالحاصل:
أنه لا حرج من سؤال الله تعالى توسلا إليه بكلماته التامات، وهو من التوسل المشروع بصفاته تعالى، فكلمات الله تعالى من صفاته، ولذلك جاز التوسل بها كالتعوذ.
والله أعلم.