اسم (السامع): "ورد في طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني عند ابن ماجه، وذكره الشرباصي في موسوعة "له الأسماء الحسنى". معتقد أهل السنة والجماعة للتميمي (ص: 230)
وهذه الطريق ضعيفة، لا يثبت بها الخبر، كما سبق التنبيه عليها مراراً.
ومما يستدل به قول الله تعالى: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا . (المجادلة: من الآية1)، عند من يقول بجواز اشتقاق الأسماء من الأفعال.
ولم نقف على من صرح بأن (السامع) بصيغة (الفاعل) من أسماء الله الحسنى، من أئمة السلف.
ولعله لذلك لم يعدّه ابن القيم رحمه الله اسماً من أسماء الله تعالى؛ فقد قال رحمه الله:"
"إن الصفات ثلاثة أنواع: صفات كمال، وصفات نقص، وصفات لا تقتضي كمالا ولا نقصا.
وإن كانت القسمة التقديرية تقتضي قسما رابعا، وهو ما يكون كمالا ونقصا، باعتبارين.
والرب تعالى منزه عن الأقسام الثلاثة، وموصوف بالقسم الأول، وصفاته كلها صفات كمال محض ...
فله من كل صفة كمال أحسن اسم، وأكمله، وأتمه معنىً، وأبعده، وأنزهه عن شائبة عيب أو نقص.
فله من صفة الإدراكات: العليم الخبير، دون العاقل الفقيه. والسميع البصير، دون السامع والباصر والناظر .." انتهى من "بدائع الفوائد" - ط عالم الفوائد (1/ 295).
والحاصل:
أن الراجح أن (السامع) ليس من أسماء الله الحسنى الثابتة له، وإنما الثابت له في الكتاب والسنة: اسم الله (السميع)، وقد أجمعت الأمة عليه.
ويجوز الإخبار عن الله تعالى بأنه (سمع) أو (يسمع)، أو (سامع)؛ فباب الخبر أوسع من باب التسمية أو الوصف.
والله أعلم.
